هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ظاهرة الشاعر والشيخ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 150
تاريخ التسجيل : 03/01/2008

ظاهرة الشاعر والشيخ Empty
مُساهمةموضوع: ظاهرة الشاعر والشيخ   ظاهرة الشاعر والشيخ Icon_minitimeالجمعة يناير 04, 2008 10:55 am

ظاهرة الشاعر والشيخ

الشيخ إمام عيسى والشاعر أحمد فؤاد نجم


قوم يا أحمد



قوم يا أحمد



أنتو مين؟



إحنا مباحث أمن الدولة



دولة مين؟



دولة مصر



مصر العشَّة ولاَّ القصر؟



ويقوم أحمد الذي هو أحمد فؤاد نجم، ويمضي مع سجَّانيه وجلاَّديه وقاطعي أرزاقه، فقد كان على موعد دائم معهم.



يقول نجم:"وفي يوم لا يغيب عن ذاكرتي أخذوني مع أربعة آخرين من العمال المتهمين بالتحريض والمشاغبة إلى قسم البوليس وهناك ضُربنا بقسوة حتى مات أحد العمال... وما زالت آثار الضرب واضحة على جسد نجم حتى الآن...



وبعد أن أعادونا إلى المصنع طلبوا إلينا أن نوقِّع إقراراً يقول: أن العامل الذي مات كان مشاغباً وأنَّه قُتل في مشاجرة مع أحد زملائه. ورفضت أن أوقع، فضُربت."



ووضع نجم في السجن لمدة 33 شهراً.



ما مشكلة هذا الرجل؟ ولماذا تلاحقه مباحث أمن الدولة؟



باختصار شديد أن هذا الرجل الذي وُلد في أيار سنة 1929 أحب بلده ووطنه وغنَّى له، ولم يعجبه الحال المايل، ولا العبث الذي يمارسه أهل السلطة، (وذلك في مرحلة الستينات والسبعينات من القرن الماضي) ولا التجاوزات التي تتم على يد المسؤولين، فهاجمها وسَخِرَ منها، معبِّراً عمَّا يكنّه الشعب في نفسه تجاه هذه الأنظمة، فالأحكام التعسفية، والمطاردات والملاحقات لأبناء الشعب المذنب وغير المذنب على السواء، جعلت من نجم يشق عصا الطاعة ويتغنى بأشعاره العاميَّة التي يفهما رجل الشارع والفلاح والعامل فيتحسس آلامه، ويداوي جراحه التي نتجت عن الطمع والجشع والتسلط من قبل متسلقين على أعمدة السلطة، مغتنمين فرصة لم تتح لهم من قبل. فظهرت له قصائد متنوعة منها: (جيفارا مات – الغربة – بهيَّة – عطشان يا صبايا – رجعوا التلامذة – يعيش أهل بلدي – وكثير غيرها)



جيفارا ماتْ ولا إعلاناتْ



جيفارا ماتْ ما رأيُكم دام عزُّكم؟



جيفارا ماتْ يا أنتيكاتْ يا غرقانينْ



آخر خبر فِ الراديوهاتْ فِ المأكولاتْ والملبوساتْ فِ الكنايس والجوامعْ ويا دفيانين ومولعين الدفَّايات



و فِ الحواري والشوارع يا محفلَطين



وع القهاوي وع البارات يا ملمَّعين يا جميسنات



جيفارا مات - جيفارا مات يا بتوع نضال آخر زمن



واتمد حبل الدردشة والتعليقات فِ العوَّامات



مات المناضل المثال ما رأيُكم دام عزّكم؟



يا ميت خسارة ع الرجال جيفارا ماتْ



مات الجَدع فوق مدفعه جوه الغابات لا طنطنة ولا شنشنة



جسَّد نضاله بمصرعه ولا إعلانات واستعلامات



ومِنْ سُكات عيني عليه ساعة القضا



لا طبَّالين يفرقعوا من غير رفاقه تودِّعه



هذا جزء من الأغنية الجميلة المعبرة الناطقة باسم كل مواطن عربي حر، ولا تحتاج إلى تفسير أو تعليق، لأن كل كلمة فيها تمثل ألف معنى ومعنى.



فالشعوب العربية كانت ولا تزال ترزح تحت نير الظلم والقهر والعبودية والمحسوبية إلى آخر هذه العبارات والكلمات التي تعبر عن واقع الإنسان العربي المهزوم من داخله، فقد امتص الحكم قواه، وأُهينت كرامته، فكفر بالوطن، منهم من ترك وطنه وهاجر، ومنهم من باع نفسه للشيطان، ومنهم من قبع في بيته واتخذ موقفاً سلبياً من كلِّ ما يواجهه، ومنهم من واجه هذا الظلم كلٌّ بطريقته، فلاقى الأمرَّين إمَّا بالسجن والاعتقال، أو بالتعذيب والموت.



وشاعرنا هذا واجه الواقع بعد أن اصطدم بعقباتٍ كثيرة، حيث عمل بمهن كثيرة، فقد اشتغل كوَّاء، ثم بائع، ثم لاعب كرة ثم عامل إنشاءات وبنَّاء، ثم خياط، وقد تعلَّم القراءة والكتابة بقواه الذاتية، وبعد معاناة كبيرة وطويلة كان يُكثر القراءة وخاصة لمكسيم غوركي وأمثاله من الثوريين الحقيقيين، حيث رافقت هذه القراءات بداية تفتح وعيه الحقيقي والوطني. وقد رأى العجائب في منطقة قناة السويس التي كانت تحت سيطرة الانجليز، فأخذ يعبِّر عن رأيه بتأليف بعض القصائد الشعرية الساخرة على كل ما شاهده من استباحة لكرامة الوطن والمواطن، فطبع ديوانه الأول وهو عبارة عن (صور من الحياة والسجن) عندما كان يقضي فترة عقوبته بالسجن.



لم تكن هذه القصائد الناقدة والساخرة لتنتشر إلا بعد أن التقى الشاعر أحمد فؤاد نجم مع الشيخ الضرير (إمام محمد عيسى) المولود سنة 1918 حيث بدأ فتىً أزهريَّا ذي صوتٍ جميل يرتِّل القرآن، وينشد ويؤذن، ثم يغني في الأفراح والجلسات الخاصة. فالتقيا وتعارفا عن طريق صديق مشترك وفي شقة الفنان التشكيلي الشعبي محمد علي وتمخَّض هذا التعارف عن أكثر من 200 أغنية غنَّاها إمام ونظمها نجم. إضافة إلى الحفلات العديدة في جامعات مصر والهيئات النقابية والمراكز الثقافية.



كانت هذه الشقة الحقيرة في (حوش قدم) مجمعاً للمثقفين الذين كانوا يأتون لسماع أغاني إمام ونجم ومعهم أجهزة التسجيل حيث انتشرت كالنار في الهشيم، راصدة جميع السلبيات في المجتمع، متهكمة على جميع الشخصيات الرسمية في مصر.



وبعد أن أبدع الثنائي نجم وإمام العديد من الأغنيات مثل: حلاويلا – شعبان البقال – عالمحطة شيِّلني – وأشيلك. والخواجة الأمريكاني التي يقول فيها:



الخواجة الأمريكاني قول بقي تاجر وفاجر



والسَماسرة اللي وراه وانفلتْ لص المواشي



تخَّنوا بالكدبِ وِدنُه رعبِ ماشي في البِلاد



وعرَّضوا له مقاسْ قفاه - فهَّموه يشفطْ البترول ويطرشْ



مِنْ غير ما يفهم كلّ ألوان الفساد



إن سوق الشرقِ مغنمْ عزرائيل من غير فراملْ



والخواجة بطبعه مغشم يقلب العرسان أرامل



والمصاري معَفْرِتاه حتى في بطون الحوامل



حَبِّ يعملْ فيها تاجر - وانطلق كان بيدبِّح الحياة



يسلب وينهب بالسناكي والخناجر



فِ الزباين بالنهار والنهاية يا خواجة



يِحدِف الدولار يِلمُّه مش فِ يوم كانت بداية؟



تُلتُميتْ مليون دولار البداية برضه لازم



بالقزايز والبناتْ - باللبان - والبمبونات ييجي يوم توصل نهاية



بالمدافع والدانات مهما زاد الرأسمال



أو بأفلام الرعاة الهلاك هو المآل - والتاريخ



هوَ اللي قال – لعبة الموت في الحياة



تسحب الروح مِ الحناجر (القاهرة/1967)



بعد فترة من التعاون بين الصديقين، حدث ما يشبه القطيعة بين إمام ونجم بسبب بعض الوشايات من جانب أصدقاء الشيخ إمام الذين كانوا يرون في التصاقه وارتباطه بنجم عقبة أمام شهرته وذيوعه. ولكن بعد عدة أشهر عادت المياه إلى مجاريها وعاد فريق العمل الصغير هذا ليواصل إبداعاته.



ووقعت هزيمة حزيران التي يطلقون عليها من باب التخفيف من وقعها (النكسة)



فغنى الشيخ إمام من كلمات نجم: الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا – وبقرة حاحا – وعبد الودود. وكانت هذه الأخيرة هي صرخة الأمل التي انبعثت من الشعب المصري لتدل على أن هذا الشعب حي، وأنه في طريقه لاستعادة أرضه والتمسك بكرامته.(يقول متأثرا بنتائج النكسة وما نتج عنها من مآسي):



الحمد لله خبطنا – تحت بطاطنا في كل حتة – مدير ضابط



يا محلا رجعة ظباطنا – من خط النار وإن شالله - حمار



يا أهل مصر المحمية – بالحراميَّة أيه يعني في العقبة جرينا – ولا ف سينا



الفول كتير والطعمية – والبر عمار هيَ الهزيمة تنسِّينا - إننا أحرار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mrnet.keuf.net
 
ظاهرة الشاعر والشيخ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى الثقافي و الأدبي :: منتدى الشعر-
انتقل الى: