عند شرفة ٍ في قصر بعيد ٍ عن المدينه .. كانت الفتاة الشابه " Melody " البالغة عمر الـ 15 عاما ً .. غارقة ً في بحور أفكارها ..
كانت تفكر بالبلدة ِالتي لم يسبق لها أن رأتها .. وذلك بسبب منع والدها الكونت " William " .. من الخروج خارج القصر ..
لكي تهتم بدراستها .. قاطع حبل أفكارها صوت طرق على باب غرفتها ..
Melody : تفضل ..
الخادمه Jolie : آنستي Melody .. العربة جاهزه الآن .. هل أنتي مستعدة للذهاب .. ؟ ..
تذكرت Melody بأنها يجب عليها وعلى والدتها " Marie " أن يزورا والدة الكونت " Elizabith " .. " William " التي تعيش في مدينة لستر ..
أجابتها Melody : .. أنا آتية الآن ..
إنصرفت الخادمه Jolie من الغرفة بهدوء .. أعادت Melody النظر إلى الشرفه .. انتبهت إلى وجود ثياب ٍ نُشرت على حبل الغسيل ..
كانت الثياب للخدم الذين يعملون بالقصر .. تبادر الى ذهنها فكرة ٌ غريبه لم تجرؤ على فعلها سابقاً .. !
* * *
صعدت Melody العربه ومعها الخادمة " Jolie " ..
سألت Melody الخادمه Jolie : Jolie .. ألن تأتي َ أمي معنا .. ؟!
أجابتها Jolie : بلا .. ولكنها ستذهب بعربة أخرى ..
كان رد Melody هو الصمت .. لم تلبث العربة قليلا ً إلا أن تعطًل سيرها في المدينة .. خرجت الخادمه Jolie لترى ما حصل للعربه ..
أسرعت إلى السائق وقالت له بصوره معاتبه .. : ماذا تفعل .. نحن مستعجلون ألا ترى هذا .. ؟! لماذا توقفت .. ؟!
أجابها السائق بلهجة متوتر .. : أخشى أن يطول الأمر .. فالعجلة ُ عالقة بالشق الذي بالطريق .. ويصعب رفعها .. أخبري الآنسه بأن تنتظر قليلا ً ..
نظرت الخادمة Jolie إليه بغضب .. وعادت إلى العربه ..
وقالت : نحن آسفون آنسـ ....
تراجعت إلى الخلف وهي مذهوله مما رأته .. فلقد رأت ثياب الآنسه Melody ملقاة بإهمال ولا أثر لها .. !!
اسرعت للجهة الأخرى من العربة لعلها تجد شيئا ً لكن دون جدوى .. الآنسه Melody مفقودة ٌ حتما ً .. هل هي حادثة ُ إختطاف .. ؟! .. لكن من الذي لديه الوقت لينزع ثيابها .. ؟!
مالذي حصل لها يا ترى .. ؟! هذا ماكان يتبادر على ذهن الخادمة Jolie ..
نظر إليها السائق وهو مرتعب وسألها .. : Jolie ماذا حصل .. ؟!
أجابته Jolie وهي يائسه : الآنسه Melody .. إختفت .. !!
لم تُخفَى ملامح الدهشة والخوف مما سمعه .. فما كان يدور بباله وبال الخادمه Jolie هو شيء واحد .. مالعقاب الذي ينتظرهما بالقصر .. ؟!
* * *
ما تبادر على ذهن الآنسه Jolie والسائق Martin ينافي تماما ً حقيقة إختفاء الآنسه Melody .. فهاهي الآن تسير مستمتعة ً في مدينة " manchester " ..
متخفية ً بثياب رجل .. الثياب التي رأتها منشورة على حبل الغسيل في القصر ..
Melody وهي تحدث نفسها :
ياه .. إنها المرة ُ الأولى التي أرى فيها هذه المدينة .. ! .. كم هذا مضحك .. مدينة ٌ أعيش فيها ولأول ِ مرة ٍ أراها .. ! .. لفت إنتباهها تجمع كبير عند إحدى المطاعم ..
أرادت الذهاب لإلقاء نظره .. فمالذي يشد الناس إليه يا ترى .. ؟! .. إقتربت من الإزدحام ولكنها لم تستطع النظر لكثرة الناس فعادت إلى الخلف حتى دفعاها شخصان كانا يريدان إحداث فوضى
وشغب .. وبالفعل حدثت فوضى كادت أن تقتل العديد .. Melody الفتاة الصغيرة الحجم .. تورطت في هذا الإزدحام .. فهي لم تعتد على مثل ذلك .. !
أغلقت عيناها بشده وهي تقاوم الإزدحام وتحاول الخروج منه .. ولما إقتربت من الخروج منه .. فتحت عيناها لترى مالم تتوقعه طيلة حياتها .. !
نعم إن ما أراه حقيقه لا خيال .. ! .. فردتي حذاء .. تتحركان وتبتعدان عن الازدحام .. دون أن يتحكم بهما أحد .. ! .. ملامح الدهشة مرسومة على Melody ..
أسرعت وهربت من الإزدحام لتقوم بملاحقة فردتي الحذاء وتتأكد بأن ما رأته حقيقه لا خيال .. ! ..
بحركة ٍ سريعة تلتفت Melody على الجهتين اليمنى واليسرى .. حتى رأته .. أجل رأت فردتي الحذاء لازالت تسير في طريقها .. أسرعت وتبعتها بهدوء وهي لا تزال مذهوله .. !
فردتي الحذاء .. أسرعت من خطواتها قليلا ً فأسرعت Melody معها .. وبحركه سريعة غيرت فردتي الحذاء وجهتها واتجهت نحو Melody .. ووقفت دون حراك ..
ارتعبت Melody من حركتهما .. حتى رأت إحداهما تضرب بالأرض كالشخص الذي نفذ صبره ويضرب بقدمه على الأرض مرّات ٍ عده .. !
أنزلت Melody نفسها إلى الأرض وكأنها تجلس لتقترب من فردتي الحذاء وهي تمد يدها قائلة ً بصوت ٍ هامس .. : Moving Shoes .. ؟!
(( Moving Shoes = وتعني بـ الحذاء المتحرك ))
وبسرعه إحدى الفردتين وطأت رأس Melody وأكملت طريقها عكس إتجاهها السابق .. ! ..
لم تتحرك Melody .. فلازالت مذهولة ً مما فعلته إحدى الفردتين بها .. ! .. إلتفت إلى الخلف حيث إتجهت فردتي الحذاء ..
وتبعتها وكانت تصرخ بغضب .. : .. عد إلى هنا .. ! لن أسامحك أبدا ً على فعلتك َ هذه .. كيف تجرؤ .. ؟!
ولكن فردتي الحذاء لم تعرها اي اهتمام فقد كانت تسير بهدوء وبشكل عادي جدا .. لا تلفت إنتباه أحد ..
سكتت Melody ولكنها لاتزال غاضبه .. وتبعت فردتي الحذاء لترى إلى أين تتجه .. ؟! ..
Melody أحست بأنها قد إبتعدت عن المدينه .. وأنه يجب عليها العوده .. ولكن الفضول الذي بداخلها يمنعها من العوده ..
أبعدت عنها تلك الشجيرات التي تعرقل طريقها .. حتى رأت أمامها بمسافة ٍ ليست بالقصيره .. ساعة ضخمه .. مصنوعة ٌ من ذهب ..
كانت بالفعل كبيرة الحجم .. ولكن لماذا هي خارج المدينه .. ؟! .. لم لم تبنى داخلها .. ؟! .. أليس هذا مثير ٌ للغرابه .. كانت هذه آخر كلمات نطقتها Melody
إلى أن إقتربت إلى الساعة الضخمه .. إلتفت يمنة ً ويسره لتجد فردتي الحذاء .. ورأتها تدخل مع باب خلفي للساعة .. أرادت أن تدخل معها ..
ولكن منعها ذلك حينما سمعت صوت أحد ٍ يناديها .. إلتفت لترى مصدر الصوت .. كانت إمرأه عجوز .. تقارب الـ 70 من عمرها ..
وجهها مليء بالتجاعيد وشعرها خفيف لونه رمادي مائل للبياض .. تحدثت تلك العجوز وقالت بصوت مهتز .. : هل جننت يا فتى .. ؟!
(( لا تنسوا بأن Melody متنكرة ً بثياب رجل .. ))
أجابتها Melody وهي متعجبه .. : ولماذا .. ؟! كل ما أردته هو الدخول مع الباب الخلفي للساعة .. !
المرأه العجوز .. : لا تقل لي بأنك لا تعرف قصة هذه الساعة .. ؟!
زاد فضول Melody وأرادت معرفة قصتها .. : وماهي قصتها .. ؟
أجابتها المرأه العجوز وهي تسترجع ذكرياتها .. : قبل 100 عام .. كان هناك فتى ً شاب مهووس بالإختراعات .. دائما ً ما يخرج للناس بإختراعاته ..
الجميع كان يضحك عليه .. وأصبحوا يلقبونه بـ المخترع الساذج .. أو الأحمق .. فكثيرا ً ماكانوا يسيؤون إليه .. حتى زادوا من غضبه .. وأراد أن يثبت للناس أنه عكس ذلك ..
وأخيرا ً صنع هذه الساعة الضخمه .. وتحدى جميع أهالي المدينه بأن يكتشفوا سرها ..
تكلمت Melody والفضول يملؤها .. : وما سرها .. ؟!
أجابتها المرأه العجوز بحسره .. : إلى الآن لا أحد يعرف سرها .. فكل من يحرك أو يلمس مفتاح الساعه .. يختفي من الوجود .. !!
Melody وهي مذهوله .. : وكيف ذلك .. ؟! ..
أجابتها المرأه العجوز : لا أحد يعرف السبب .. فعندما إختفى الكثير من أهالي هذه المدينه .. أرادت الشرطه معالجة الأمر .. وحاولت قلع تلك الساعة لكن دون جدوى ..
وأدى ذلك إلى إختفاء الشرطة أيضا ً..
Melody : .. وماذا فعل ذلك الفتى .. ؟! لماذا لم يعالج الأمر .. ؟! هل تمت معاقبته .. ؟!
أجابتها المرأه العجوز .. : كلا كلا .. ذلك الفتى أصبح ضحيت ساعته .. فلقد إختفى مع الشرطة والبعض من أهالي المدينه .. هذه الساعة غامضة جدا ً ..
ولهذا وخوفا ً على بقية الأهالي .. تم إبعادهم عنها .. وأصبحت هذه الساعة خارج المدينه ..
Melody .. : قصة غريبه ومخيفه .. !
المرأه العجوز وهي مغادره .. : المهم يا فتى .. لا تحاول الدخول إلى الساعة فقد تدفع الثمن غاليا ً ..
وإختفى طيف تلك المرأه العجوز بين الشجيرات ..
Melody أعادت النظر إلى تلك الساعة .. كم هي رائعة ومخيفه .. ! .. تذكرت بأن فردتي الحذاء قد دخلت من الباب الخلفي ..
ذهبت مسرعة للدخول إليها .. دون أن تلمس مفتاح الساعة .. صعدت الدرجات ورأت فردتي الحذاء تقومان بتحريك مفتاح الساعه .. !
جُن جنون Melody وبحركه غبيه أرادت إنقاذ الوضع فلمست مفتاح تحريك عقارب الساعه لتعيدها كما كانت ..
تذكرت حينها بأنه لا يجب بأن تقوم بتحريكها .. ! وقامت بالصراخ والخوف وهي تقول : يا إلاهي .. ! ماذا فعلت .. ! سينتهي أمري حتما ً ..
ماذا سأفعل كيف سأنجوا .. لقد إنتهيت .. لقد إنتهيت .. لقد إنتهيت .. ! وبدأت بالبكاء ..
طال الأمر قليلا ً .. لم يحصل شيء .. ! كيف ذلك .. ؟! .. مسحت Melody دموعها وقامت بالضحك على نفسها وهي تنزل من على الدرجات : كم أنا حمقاء .. ! أصدق قصص خرافية ً كهذه .. ؟!
وإن كانت حقيقيه فهذه الساعة قديمة جدا ً .. ولا أضن أنها صالحة ٌ للعمل .. يال غبائي .. !
فتحت الباب الخلفي .. وهنا كانت المفاجئه .. Melody : ماذا حصل .. ؟! أين أنا ..
ووقعت على الأرض منهاره .. وهي لا تكاد تصدق ما تراه .. ؟! .. هي الآن في مكان ٍ آخر .. غير المكان الذي أتت منه .. ! كيف ذلك .. ؟!
إلتفتت على الجهة اليمنى لترى فردتي الحذاء تسير بشكل طبيعي .. وكأنها معتاده على ذلك .. !
تقبلت Melody المكان بسرعه .. فلقد كان المكان جميل جدا .. كانت قريه صغيره قليلا ً .. ولكنها جميله حقا ً ..
إستمرت بالمشي وهي تتأمل المكان .. كانت غير مصدقة ماتراه .. إلتفت إلى جهة فردتي الحذاء وقالت بصوت ممزوج بالسعاده والتعجب .. : شكرا ًلك .. ! المكان جميل ٌ جدا ً .. !
وبحركه طريفه من فردتي الحذاء .. قامت إحداهن بوضع نفسها على الأخرى .. كالشخص الخجول الذي لا يعرف بماذا يجيب .. ! ..
ضحكت Melody على حركت فردتي الحذاء .. وأكملت سيرها حتى رأت تمثال كبير وجميل .. كان عباره عن تنين ذو أجنحه .. ! .. أكثر ما جذب Melody إليه هو عيناه الزرقاوتان ..
أرادت لمسها .. ولكن سرعان ما تراجعت عندما سمعت صوت صفاره تابعه للشرطه .. إلتفتت إلى مصدر الصوت .. ورأت شرطيا ً سمينا ً وكان غاضبا ً .. شكله طبيعي جدا ً كالإنسان العادي ..
وقال وهو يصرخ وكأنه ينادي أهالي القريه .. : دخيـل .. ! هنـاك دخيـل .. ! ..
Melody خافت من الموقف ولا تدري ماذا تفعل .. وبسرعه إجتمعوا أهالي القريه وجميع رجال الشرطه ..
وبحركه يد من رجل يحل مكان محافظ القريه .. قَدِمَا إليها إثنان من الشرطه أحدهم من الجهة اليمنى والآخر من اليسرى ..
وأمسكاها بكلتا يداها وأعاداها إلى الخلف حيث يوجد عمود طويل مخصص للعقوبات ..
وقال الرجل الذي يحل مكان محافظ القريه الذي ليس لديه جسم ويرتدي ثيابا ً .. (( أي أنه خفي ولكن ذو ثياب )) وهو يخاطب أهالي القريه .. : بصفتي محافظ القريه الآن ..
لأن محافظ القريه الحقيقي غير موجود الان لأنه في نزهه خارج القريه .. !
يحق لي بأن أعلن الحكم المناسب لهذا الدخيل .. والذي أراد فتح البوابة التي تفصل بيننا وبين البشر .. أَنّ حكم الإعدام حرقا ً هو الأنسب تطبيقا ً لقوانين القريه .. وسيتم حكم الإعدام الساعة 12 ليلا ً ..
والآن فالينصرف الجميع .. ولا تقتربوا من الدخيل مهما يكن .. !
أفلتا الشرطيان يدا Melody وقام الحبلان بربطها ورفعها إلى أعلى العمود .. (( أي أن الحبلان يستطيعان الحراك من نفسيهما .. )) ..
قامت Melody بالصراخ كي يسمعها الجميع .. : هيه .. أنزلوني .. أنا لم أفعل شيئا ً .. ! وهذه أول مرة ٍ لي أرى هذا المكان .. صدقوني أرجوكم .. !
أجابها الرجل الذي يحل مكان محافظ القريه .. : هذه هي قوانينا يا فتى .. ولقد أردت أن تفتح البوابه التي تفصل بيننا وبين البشر .. لذا .. حكم الإعدام هو الأنسب لك .. !!
Melody : أرجوك .. أنا لم أقصد .. ولا أعرف شيئاً البوابه .. صدقني .. !
إنصرف الجميع عنها .. ولم يعروها أي إهتمام .. وأخذت Melody تتذكر كيف كانت حمقاء .. عندما قامت بتحريك مفتاح الساعه .. أجهشت بالبكاء ..
وأخذت تلوم نفسها على ذلك .. حتى صارت الساعة تشير إلى 5:30 عصرا ً .. (( أو عند مغرب الشمس )) .. إنتهزت الفرصه .. فلا أحد من سكان القرية هنا .. ولا رجال من الشرطه ..
سأحاول فك الحبال .. ! .. قامت Melody بمحاولة فك الحبال عنها .. وكانا الحبلان يقاومانها بشده .. إلا أن أحسا بأنها قد غلبتهم .. فبدءا بالصراخ ..