هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عندما بكى الرفيق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 150
تاريخ التسجيل : 03/01/2008

عندما بكى الرفيق Empty
مُساهمةموضوع: عندما بكى الرفيق   عندما بكى الرفيق Icon_minitimeالأربعاء يناير 09, 2008 8:34 am

عندما بكى ناجي

تسألني عن ناجي العلي، فيمثل جسداً وصوتاً، بيني وبينك أكاد أمد يدي من نافذة مكتبي في (كل العرب) النصراوية لألمس ما تبقى من ركام ( الشجرة ) وأشجار صبارها وزيتونها، وفجأة يتقافز بين الأنقاض ولد أسمر أجعد الشعر، محني القامة قليلاً، يناوش، ويشاكس أولاد الحارة بقدمين حافيتين وعينين كعيني الصقر ويكبر هذا الولد فجأة بين أزيز الرصاص ودوي القذائف ليصبح لاجئاً ورسام كاريكاتير، تأخذه الغربة إلى لندن ويأخذه الحزن على الشجرة وعليّ وعليك وعلى زوجته وأولاده، يأخذه في طلقة حمقاء إلى موته غير المنطقي وغير المبرر إلاّ بكونه موتاً فلسطينياً، وكما تعلم فإن الموت الفلسطيني يحتفظ بفرادتة ليحتفظ بفرادة قضيته وبحقه في البعث والحياة، وفي العودة، ناجي العلي، كان صديقاً لصيقاً بالقلب وبالوجدان، كان أخاً مشاكساً يخمش أحباءه لكنه يدمي خصومه وأعداءه، وتعذبني دائماً تساؤلات لا أجد لها حلاً عن يوضاس ( يهوذا الأسخريوطي )، الذي اندس ذات مساء على عشائنا المشترك الأخير الذي أقامه ناجي على شرف قصيدتي في منزله في لندن، أذكر تماماً الآن أنه جلس على الأرض معظم الوقت وكان يحض جميع الضيوف على الطعام ولم يتوقف لحظة عن التذمر من الوضع السياسي، في الليلة نفسها حين لمته على هجومه المكثف على محمود درويش بكى ناجي واتصلنا بمحمود في باريس، وانتهى الخلاف بين الشقيقين وبعد ذلك بشهور اغتيل ناجي العلي، لكن أحداً لا يستطيع اغتيال حنظلة وهذا هو انتقام الشنفرى ( ناجي العلي ) حنظلة يطارد جميع القتلة ويفتك بهم واحداً تلو الآخر وما فعلته جمجمة الشنفرى حين أجهز على خصمه المئة، ستفعله ريشة العلي المتجسدة في حنظلة.

اذا كان لي أن أتحدث عن ناجي الفنان، أعتقد أنني لا أظلم أحداًَ لو قلت أنه الظاهرة الأكثر سخونة وإرباكاً في فن الكاريكاتير العربي على امتداد العقود الخمسة الأخيرة. في رأيي خرج ناجي من دائرة الانتماء الوطني إلى دائرة الانتماء القومي، فالإنساني - الكوني. سيكون شرفاً عظيماً للأمم المتحدة أو لليونسكو أو حتى ما يسمى جامعة الدول العربية أن تطلق اسم ناجي على أكثر من معلم من معالم العرب والعالم. ناجي العلي ما يزال أخاً ورفيقاً وصديقاً لصيقاً بالقلب. عميقاً في الوجدان. لا يذكر اسمه إلاّ وأحس بغصة في الروح ويتكرر التساؤل العفوي البسيط.

لماذا؟؟. ليش؟؟.

سميح القاسم-الرامة

عن مجلة "الهدف"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mrnet.keuf.net
 
عندما بكى الرفيق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الماركسيات-
انتقل الى: