هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 "حــرب بـــاردة ســاخـنـــة "

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 150
تاريخ التسجيل : 03/01/2008

"حــرب بـــاردة ســاخـنـــة " Empty
مُساهمةموضوع: "حــرب بـــاردة ســاخـنـــة "   "حــرب بـــاردة ســاخـنـــة " Icon_minitimeالأربعاء يناير 09, 2008 9:08 am

"حــرب بـــاردة ســاخـنـــة "




الماركسية ليست سوى رد فعل انتقادي للرأسمالية ، أو البرجوازية ، لكن الماركسية التي توغلت في نقدها للرأسمالية ليست إلا وجهاً آخر من وجوه الرأسمالية ، هذه حقيقة يؤكدها التحليل النظري مثلما يدعمها الواقع الفعلي في ظل التطبيق الماركسي وفق النموذج السوفياتي ، الماركسية تذهب إلى أن تاريخ أي مجتمع حتى أيامنا لم يكن إلاّ تاريخ صراع الطبقات ، وبهذا التعبير يفتتح ماركس القسم الأول من البيان الشيوعي الذي يعتبره البعض إنجيل الماركسية ..وانسياقاً وراء هذا التحليل الماركسي يذهب الماركسيون إلى أن الرأسمالية هي نتاج صراع الرأسمالية بين أرباب العمل والعمال، والمعنى هي نتاج انقسام المجتمع إلى طبقتين يحكم العلاقة بينهما الصراع الحاد ، إنه الصراع الحتمي كما ترى الماركسية . في هذا الصدد يذهب الماركسيون في تحليلهم الانتقادي للرأسمالية إلى أن الطبقة البرجوازية هي التي تملك وسائل الانتاج وتحتكرها، وهي التي تمارس الاستغلالعلى حقوق العمال الذين يطلق عليهم وفق التعبير الماركسي الطبقة البروليتارية ، وهي الطبقة التي تبيع جهدها وقوة عملها مقابل أجر زهيد يدفعه رب العمل لها، وهذا يعني وفق التحليل الماركسي أن الواقع الاقتصادي والاجتماعي القومي للبنية الرأسمالية يتجسد في طبقتين ، مما يعني انقسام المجتمع الرأسمالي على نفسه في ظل ظروف صراعات حادة ، يأتي دائماً على حساب طبقة العمال ، وأن البرجوازية باعتبارها طبقة هي المستفيدة من الأوضاع القائمة .. مؤكداً على ضرورة سقوط البرجوازية كونها السبيل للقضاء على الصراع والاستغلال.لكن السقوط الرأسمالي المنتظر - وفق المنظور الماركسي - لم يتحقق بل ان الرأسمالية تكرست وتحولت من كونها طبقة إلى دولة ، تحكم باسم البروليتاريا وتمارس الممارسات الاستغلالية في حق هذه الطبقة ، وتحت مسمي خادع يتبني » الدكتاتورية الانتقالية للبروليتاريا« ، بل أن ماركس وزميله انجلز لم يوضحاً جملة من المسائل المطروحة حول طبيعة هذه الدكتاتورية وكم من الوقت تدوم ومن يمارسها وكيف ؟!

المرحلة الانتقالية تحت مسمى الدكتاتورية ، الانتقالية للبروليتاريا أصبحت شماعة يعلق عليها الماركسيون كل الممارسات الاستغلالية والدكتاتورية بفعل الأحزاب الماركسية، وضد الشغيلة انفسهم الذين يفترض أنهم نواة هذه الاحزاب ومؤسسيها وقادتها ،» إنها خدعة ماركسية كبرى دفع العمال ثمنها مثلما دفع أبناء الشعب الثمن مضاعفاً« .

لقد تحولت الأحزاب الماركسية الى قيد حقيقي يعيق حركة العمال وتوجهاتهم التحريرية وتحولت الدولة الرأسمالية أو رأسمالية الدولة التي أنتجها التنظيم الماركسي الى رب عمل رأسمالي ، يستغل العمال ويقمع تطلعاتهم .

لقد استبدلت الماركسية استغلال الطبقة الرأسمالية للعمال ، باستغلال الدولة الرأسمالية للعمال أيضاً ، وهنا نجد الاستغلال قائماً وإن اختلفت صوره وتعددت أساليبه ، لم يتغير أي شىء ولم يحقق العمال أي أنجاز فقط أصبحوا مادة للاستغلال الاقتصادي والسياسي والاجتماعي .

لقد حكمت الأحزاب الماركسية باسم العمال وأصبحت ممثلة لهذه الطبقة التي تفصلها عن الأحزاب الماركسية حواجز عدة ولاتربطها بها أية رابطة حقيقية ، رغم ادعائها بأنها أحزاب بروليتارية ناطقة باسم الطبقة العمالية ، وأنها تحكم باسمها ، هذه مفارقة ماركسية حقيقية فقد أصبحت الظروف المعيشية والحياتية لطبقة العمال أكثر تعاسة في ظل الماركسية منها في ظل الرأسمالية ، فالماركسية تحرم الملكية الخاصة تصادرها، وتنهب وتسلب وتنتهك حقوق العمال بأسم الأحزاب الماركسية، التي تحولت الى أحزاب حديدية قمعية لها أجهزتها الاستخباراتية، التي عادة مايكون العمال أنفسهم ضحايا لها..! أن الادعاء الماركسي بتطابق مصالح البروليتاريا مع مصالح الأحزاب الماركسية ، هو ادعاء باطل لايصمد على أرض الواقع فالواقع يظهر الفجوة العميقة بين البروليتاريا والأحزاب الماركسية التي تحكمها رؤوس مركزية ، تختزل عادة في سكرتير عام الحزب الذي يمتلك سلطة اتخاذ القرار، وسلطة أعماله وفق أساليب قمعية وقاسية .

لقد شهدت المجتمعات التي تبنت الماركسية تظاهرات عمالية علنية في مواجهة الأحزاب الماركسية وحكمها ورموزها، مما يؤكد تناقص مصالح هؤلاء العمال أو الطبقة البروليتارية ومصالح الأحزاب الماركسية التي لاتخدم قضايا العمال اطلاقاً .

بل لقد تحول الصراع بين العمال من جهة والأحزاب الماركسية التي يفترض فيها أنها أحزاب عمالية من جهة أخرى ، وأصبح الانقسام الحاد هو المسيطر على المجتمعات الماركسية ، وهو الصراع الذي شل قدرة هذه المجتمعات على تحقيق ماهو منشود ، وفي مقدمة ذلك تحرير العمال الذين وجدوا أنفسهم عبيداً للدولة الرأسمالية الماركسية، لقد تطابقت الماركسية مع الرأسمالية شكلاً وجوهراً » الدولة الرأسمالية حلت محل الطبقة الرأسمالية« ، » والحزب الماركسي الحاكم يستنسخ صورة الأحزاب الليبرالية الحاكمة« ،و» العمال في كلا النظامين الماركسي والرأسمالي هم طبقة مسحوقة يمارس في حقها الاستغلال ، مثلما تعاني من ظروف الدكتاتورية ومظاهرها وقمعها لإرادتهم.. والنتيجة جد قاسية على المجتمعات في ظل وجود النظامين الماركسي والرأسمالي، والبشرية تدفع الثمن، ثمن استغلالها .. وثمن الممارسات الدكتاتورية .. وثمن إضاعة وقتها وإجهاض نضالاتها على طريق الخلاص .

لقد تعالت اصوات عدة سواء داخل المجتمعات الرأسمالية أو المجتمعات الماركسية، تنشد الحل وتدين الممارسات القمعية في كلا النظامين أصوات تنقد جوهر الرأسمالية مثلما تنفذ أسس الماركسية من الناحية النظرية ، وتشرح الواقع الرأسمالي والماركسي كونه واقعاً مشحوناً بالعنف والبطالة والاضطهاد والقمع والاستغلال .

إن التنظيم السياسي في المشروع الرأسمالي مثلما هو في المشروع الماركسي ، هو تنظيم نخبوي ، معتمد على سيطرة نخبة سياسية على الحكم نيابة عن الآخرين ، الذين أصبحوا مادة للاستغلال السياسي ، والتنظيم الاقتصادي في كلا النظامين الرأسمالي والماركسي ، تنظيم يخدم مصالح هذه النخبة » الرأسمالية - الماركسية«، وبقية أفراد الشعب هم مادة للاستغلال الاقتصادي ، وعرضة للفصل التعسفي ، وجهدهم مسروق وأنتاجهم مصادر بفعل النخب الحاكمة والمالكة للثروة بِغَضّ النظر عن كل التسميات الماركسية والرأسمالية قادتا العالم كله إلى صراع رغم تطابقهما، ودفعت البشرية ثمن هذا الصراع الفكري والأيديولوجي في حرب أطلق عليها الحرب الباردة ، التي دفع البشر دمائهم من أجلها مثلما تعطلت عمليات التنمية وتعرقلت بدواعي هذه الحرب ، التي يمكن أن نطلق عليها حرب وهمية بين نظامين متشابهين شكلاً ومضموناً !

إن صراع الماركسية والرأسمالية على مناطق النفوذ، وتحريك الأساطيل والتفنن في الآليات والأساليب الاستخباراتية، لم يعبر إلاّ عن مزحة ثقيلة دفعت البشرية ثمنها حيث قسمت الماركسية والرأسمالية العالم الى عالم ماركسي وآخر رأسمالي ، يتقاتل ويشن الحروب نيابة عن الدولة الرأسمالية أو الطبقة الرأسمالية، التى تتطابق مصالحهما، وتجمع بينهما كل مظاهر الاستغلال والدكتاتورية والهيمنة .


عن صحيفة الزحف الأخضر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mrnet.keuf.net
 
"حــرب بـــاردة ســاخـنـــة "
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الماركسيات-
انتقل الى: